مظاهرات 11 ديسمبر 1960 هي رمز آخر من رموز البطولات التي ميزت تاريخ كفاح ونضال الشعب الجزائري المرير وتضحياته الجسيمة خلال الحقبة الإستعمارية، خاصة إبان الثورة التحريرية المظفرة
جاءت هذه المظاهرات التي أرادها الشعب الجزائري سلميّة خرج فيها الجزائيون، في ذلك اليوم ، لتأكيد رفضهم لسياسة الجنرال شارل ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءاً من فرنسا وضد حلم المعمرين الفرنسيين الهادف إلى ترسيخ وتجسيد فكرة الجزائر فرنسية
بيد أن سلمية المتظاهرين الجزائريين في جميع أحياء العاصمة الجزائر وعديد المدن والقرى الجزائرية قابله، كالعادة، قمع السلطات الاستعمارية بوحشيّة مما أدّى إلى سقوط العديد من الشهداء
هذا وبينت ذات المظاهرات، مرة أخرى، حقيقة الاستعمار الفرنسي الإجرامية وفظاعته أمام العالم وفضحته أمام الرأي العام الدولي. كما أكدت على وحدة وتلاحم الشعب الجزائري وتماسكه وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني، فضلا على كونها اقنعت هيئة الأمم المتحدة بإدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها لتصوت اللجنة السياسية الأممية لصالح القضية الجزائرية، رافضة بذلك مبررات المستعمر الداعية إلى تضليل المجتمع الدولي
إذن، فهي بالتأكيد مناسبة أخرى لنستذكر بطولات شعبنا ولنترحم على أرواح قوافل شهدائنا الأبرار. المجد والخلود لشهدائنا
عاشت الجزائر حرة منتصرة